اعتقد ان الغالبية العظمى من شعب مصر حريصة على متابعة مسلسل ( الاختيار ) الذى يجسد بطولة الشهيد احمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة والذى استشهد فى كمين مربع البرث بمدينة رفح عام 2017 اثناء التصدى لهجوم ارهابى ..
المسلسل هو بمثابة شهادة تقدير وعرفان شعبية وفنية للمنسى ولكل شهداء الوطن الذين قدموا حياتهم عن رضا وايمان فداء لمصر .
نتابع ( الاختيار ) .. وننفعل مع الصدق التعبيرى للفنان امير كراره الذى جسد دور الشهيد المنسى بجدارة وحرفية يحسد عليهما ، وبالأداء الرائع للفنان احمد العوضى الذى يؤدى دور هشام عشماوى رجل الصاعقة السابق الذى تحول الى ارهابى ، وكل الفنانين الذين ادوا ادوارهم كما يجب ان يكون الأداء ، وبتسلسل الأحداث التى اعادتنا ليس الى 3 سنوات مضت حين استشهد المنسى بل الى البداية الحقيقية التى ترتبت عليها كل الأحداث ومازالت على ارض الواقع الى يومنا هذا واقصد بها مؤامرة يناير 2011 وماتبعها من قفز الاخوان على الحكم بمساعدة تركية وبتمويل وتأييد اعلامى قطرى ودعم امريكى ثم ( فوقان ) الشعب وثورته عليهم فى حماية الجيش والاطاحة بالخائن محمد مرسى وعصابته فى 3 يونيه 2013 ومحاولة الاخوان اقامة دولة داخل الدولة من خلال اعتصامى رابعة والنهضة .. وما يتلو ذلك من احداث لم تعرض بعد .
كم كانت لقطات ذكية تلك التى بدأ بها المسلسل من تسليم الارهابى هشام عشماوى من ليبيا لمصر وحوار المنسى معه قبل ذلك عندما استقال هشام من الجيش محاولاً اقناع المنسى ترك الجيش ليرد عليه ( ومين هيحارب ؟؟) وكلمات المنسى الأخيرة قبل استشهاده بقوله لرجال كتيبته : ( على العهد يارجاله .. وزى مااتفقنا .. اتدفن بأفرولى .. الشهيد لا بيتغسل ولا بيتكفن ) .. كلمات ابكت الكبار والصغار على حد سواء .
لقد كان مفتاح ( الاختيار ) فى عبارة للمنسى فى الحلقة الأولى .. قال ( هم عايزين سيناء ) .. نعم هذا هو همهم .. وكان دلاديلهم من الاخوان ومن يحركهم ويمولهم يريدون اقتطاع ارض الفيروز من جسم الوطن وتقديمها هدية على صينية من ذهب الى اسرائيل وجزء منها تقام عليه الدولة الفلسطينية لوأد القضية برمتها وغلق ملف القدس الى غير رجعة ..
وانشط ذاكرة القارىء العزيز بما اراده مرسى من تحويل سيناء الى ( اقليم ) واصدار الاعلان الدستورى ( الالهى ) الذى يسمح له بأن يفعل فى سيناء مايشاء .. وهو ماحاول اصحاب ( المصرى اليوم ) ان يبعثوه من جديد مؤخراً بعد 7 سنوات من وأده بنشر سلسلة مقالات حول تعيين ( حاكم لسيناء ) مستقل عن الدولة ولا يخضع لقوانينها ولا ميزانيتها ولا لسياستها .. وعلى مدى 3 مقالات لم تذكر الصحيفة حكاية ( تنمية سيناء ) الا فى المقال الرابع بعد ان هاصت الدنيا وكال الجميع لها الاتهامات الصريحة والتى احسبها صحيحة 100% رغم ان قيادتها مازالوا يتبرأون منها وفى نفس الوقت ( يحسسون على ادمغتهم ) ..!!!
مازلنا نتحدث عن سيناء وعن توابع ( الاختيار ) .. فى مسألتين : الأولى .. ان قوات حرس الحدود وجهت ضربة قاصمة للعناصر الارهابية والاجرامية والمهربين الذين يحاولون بكل الطرق الاضرار بالأمن القومى المصرى مستغلين انشغال قواتنا المسلحة بمواجهة كورونا ناسين ان جيشنا لديه الاستعداد التام للحرب على اكثر من جبهة فى آن واحد .. انهم لم يتعلموا الدرس بعد .. نعم جيشنا يواجه كورونا ويساعد الأجهزة المدنية فى توفير احتياجات المواطنين من السلع بأسعار زهيدة لكنه ايضاً يحمى حدود ارضه التى هى عرضه وشرفه .. لذا فقد دمر خلال الأيام الماضية 10 فتحات انفاق بشمال سيناء وتم ضبط العديد من بنادق القناصة والآلية والخرطوش والمسدسات وآلاف الطلقات مختلفة الأعيرة .. كما احبط الجيش محاولة 4710 افراد القيام بهجرة غير شرعية وضبط 300 مهرب و271 عربة تستخدم فى اعمال التسلل والتهريب .. ودمر الجيش كذلك 966 مزرعة مخدرات متنوعة من الحشيش والخشخاش والبانجو اضافة الى 9 مصانع حشيش بها 7 مكابس وضبط 14 هاتفاً متصلاً بالأقمار الصناعية واجهزة تتبع .
ايضاً .. وفى خبطة مهمة جداً .. سقط فى يد الجيش الوطنى الليبى محمد السنبختى صبى الارهابى هشام عشماوى .. وهو احد اخطر الارهابيين المصريين خلال مشاركته مع ميليشيات حكومة الوفاق بالعاصمة طرابلس وتم ترحيله الى بنغازى .
السنبختى لا يقل خطورة عن هشام عشماوى .. وقد شارك فى تفجير عدة كنائس فى مصر .. لذا فاننا ننتظر تسليمه الينا لينال جزاءه مثل قائده الارهابى .
باختصار شديد .. ان يأتى ( الاختيار ) بعد ( الممر ) وينالان هذه الكثافة من المشاهدة .. فان هذا يدل على وعى شعب مصر الذى ينفعل مع بطولات رجال جيشه الذين هم اصلاً منه .. وهو مايفرض على صُناع الأعمال التليفزيونية والسينمائية ان يكثروا من هذه النوعية من الأفلام والمسلسلات بدلاً من ( الهلس ) الذى يغيب العقول ويسفه الفكر ويشوه الثقافة ويهبط بها الى الدرك الأسفل من الانحطاط .
شكراً لكل الأبطال ومنفذى مسلسل ( الاختيار ) ابتداء من المخرج بيتر ميمى والمؤلف باهر دويدار وتامر كروان مؤلف الموسيقى والمنتج الفنى فتحى اسماعيل والشركة المنتجة وباقى الفنانين الأصليين وضيوف الشرف والذين تضيق المساحة بذكرهم جميعاً الى اصغر عامل تواجد فى الاستوديوهات .. الف شكر .
Khaledemam6@hotmail.com