تحتفل مصر هذه الأيام بذكري غالية وعزيزة علي قلوبنا ووجداننا جميعا ، وهي الذكري الثامنة والثلاثين لتحرير سيناء الحبيبة وأستردادها من براثن العدو الصهيوني الغاصب . ففي يوم 25 / 4 / 1982 إنسحب آخر جندي إسرائيلي من سيناء وأصبحت – عدا طابا آنذاك – تحت السيادة المصرية .
ومن مفارقات القدر أنه في الوقت الذي نحتفل فيه بالذكري الثامنة والثلاثين لتحرير سيناء نشهد بعض المعتوهين يطالبون باستقلال سيناء وتعيين حاكم لها .. أقلام مأجورة وافواه شبعت بعد جوع لا يهمهم سوي مصالحهم وكأن سيناء ميني ماركت أو محل حلويات مما يمتلكون ، المال أعماهم وبه يظنون أنهم فوق المحاسبة ….
الوطن بالنسبة لهم تجارة والحدود مصالح والشرف سلعة تباع وتشتري . وكأنهم لا يعيشون بيننا ولم يشاهدوا ما يحدث علي هذه الأرض الطاهرة من معارك شرسة من جانب قواتنا المسلحة الباسلة لتطهيرها من براثن الخونة أمثالهم ومن أنياب الجماعات المتطرفة والتي أستوطنتها خلال حكم الإخوان .
تلك الجماعات التي خرجت من رحم أرهاب نظام سابق وأهمال نظام أسبق . فالأول كان يريدها مركزا ومستقرا لخلافته المذعومة ومرتعا لأهله وعشيرته ، والثاني نسي أو تناسي البعد الجغرافي والإستراتيجي لهذه المنطقة الهامة التي تعتبر همزة الوصل بين قارتي أسيا وأفريقيا .
وما بين أرهاب نظام وأهمال نظام آخر يدفع النظام الحالي الثمن من دماء أشرف أبناؤه وحسرات وعويل الأرامل ودموع الأمهات وبكاء اليتامي . فالدموع تراق علي جوانبها ومازال البعض يغلب مصلحته الشخصية علي مصلحة وطنه ، مازال البعض يلوم النظام علي شراء طائرات أو معدات عسكرية بحجة أن الأفواه أولي بالرعاية من الأرض والكروش أولي بالإمتلاء من مخازن الجيش !.
مازال البعض يلهو ويلهث املأ في تحقيق أجندات خارجية . ولكن إلي متي !!!!!! الي متي تستمر هذه الغفلة !!
الي متي تستمر هذه النظرة السطحية للوطن ؟ هل تعلمون يا كل هولاء أن الرئيس السيسي تحمل ما لا يتحمله بشر ؟ هل تعلمون أن لولا ستر الله ثم وطنية هذا الرئيس الشريف كانت مصر قد واجهت نفس مصير ليبيا وسوريا والعراق واليمن؟ هل تعلمون أن مساحة شمال ووسط سيناء 27500 كيلو متر ، وهي مساحة أكبر من مساحة كلا من قطر 11400 ك ولبنان 10400 مجتمعتان ؟ هل تعلم أن الطبيعة الوعرة للجبال تجعل من القضاء علي الجماعات المتطرفة أمرا بالغ الصعوبة والتكلفة أرواحاً وعتاداً ؟
ما يقوم به الجيش هو أعجاز وليس مجرد إنجاز .. فالحرب في سيناء وحماية الحدود والعديد من المهام القتالية الأخري أضافة الي دوره الأستراتيجي في أنتاج وتوفير السلع الأساسية لمحاربة أرتفاع الأسعار شيء يعجز العقل عن أستيعاب القيام به بكل هذه الكفاءة والوطنية والإقدام .
يجب أن يعرف هولاء أن مصر أكبر من محلات الحلويات وأكشاك الدخان التي يمتلكونها .
أن ثقتي في الله عز وجل لا حدود لها ….
فبالأمس البعيد قلنا عبرنا ، وبالأمس القريب قلنا حررنا ، وغدا بمشيئة الله سنقول طهرنا الوطن من العقول العفنة واقلام الخونة المأجورين .