عبير احمد تكتب : محراب كورونا !

وقفنا الآن أمام مشهد جلل
ربما لاتمهلنا الأقدار أن نعاصره مرتان .
مشهد أجبر الجميع أن يقفوا أمام المرآة لمحاسبة أنفسهم دون مواربة
محاسبة امتدت أصابعها كالمشانق إلى سياسات واوطان وأنظمة و أديان.
مشهد لأول مرة كنا فيه .. الجلاد والضحية
مشهد جعلنا نكتب عقابنا طواعية على جدران منازلنا كالسجناء
فالذى يكتب هنا على جدار القصر يكتب هناك على جدار البيت المعمور وعلى جدار الوطن الخرب
لأول مرة تشابهت الأقدار والمصائر بين سليل الأخضر والقفر .. بين أصحاب القبعات والعمائم .
مشهد جاء لينبش فى القبور ، وأيضا لينبش فى عقول الأحياء ليعيد صياغة الفكر البشرى من جديد ، ثم ليقدم جزء من البشرية قرابين
قرابين لعصر الجهل وعصر الردة والسفسطة.
مشهد جلل
تحمل فيه النعوش على الأكتاف وتحمل الأقدام على الرؤوس !
مشهد سرق النوم من الأجفان ليحل مكانه كابوس يلح دوما بالسؤال ؟
لماذا شاخت الأوطان ؟ والفقير فيها لاينام ؟
وكيف تسيل الدماء هناك ، وهنا نشرب نخب الأوطان ؟
وكيف يموت الصبى وتدفن نخوة الرجال ؟ وكيف وكيف وكيف ؟
مشهد جاء ليقدم لنا صكا موحدا للبشرية
هو صحة الإنسانية بلا جدال .
فلا باع للدينار ولا للدولار
مشهد جاء ليحركنا كأوراق الخريف .. تسقط أعمار ، وتتبدل أعمار .
فلا يهم أن نموت .. فالموت لا مخبأ منه ولا فرار .
الأهم .. لاتتوارى الرسالة تحت التراب حتى لا يأتي الغراب يعلمنا إياها من جديد !
فلتتوارى أجسادنا إلى المستقر المكتوب
وتبقى الرسالة على قيد الحياة ليقرأها الأحفاد ، وأحفاد الأحفاد .
إحتمال .. قد آن وقت خروجنا من البركة الضحلة ( للقرود )
الفرز الثانى للإنسان .
والأهم من هدا وذاك .. أن تموت وأنت إنسان .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.