كم كنت أتمنى يومين أو ثلاثة أهرب فيهم من كل التزاماتى ، أعمد إلى ذاتى وأغلق باب حجرتى .. ألغى ضبط جميع المنبهات وأغلق كافة مواعيد التذكير وأنام حد الاكتفاء حتى يلفظ عقلي كل أفكاره وأنال قسطاً من الراحة بعيداً عن المواعيد والاجتماعات والالتزامات.
فعلى اللاب توب عشرات الملفات بل مئات ما بين دروس وكورسات وأفكار وملفات صوتية وكتب بصيغة ال PDF تحتاج لعشرات الساعات فقط لتنظيمها وتصنيفها والنهل منها ، والعديد من الأفلام الوثائقية والتعليمية وملفات التحفيذ .
الكثير والمثير من الأفكار التى تطمح أن تسجل على الأوراق وتدرس وتصاغ ، وتساءلت مراراً .. إلى متى وما هو الوقت المناسب لفعل ذلك؟ .. إلى أن جاء “كورونا” مصحوبا بساعات الحظر!
في البداية شعرت بأن ذلك الأمر ما هو إلا قيد جديد أضيف إلى قائمة القيود التى تحول بينى وبين ما أريد ، فهو لا ينبع من داخلى ولا يد لى فيه ، إذا هو مرفوض ، ومع موجة من الكوميكس والبوستات التى تؤكد على أن هذا الأمر لابد أن يكون مصحوباً ب ” الحبسة ” والشعور بـ “الملل ” وذلك نتيجة طبيعية للاستسلام غير الواعى لسياسة القطيع التى تروج لها – بشكل واضح أو خفى – مواقع التواصل الإجتماعي تحت ما يسمى بـ “التريند” ، إلى أن نظرت فى المرآة وسألت نفسي أحقا تؤمن بأن كل ما يحدث هو خير ؟!! أم أنها كلمات ترددها ؟!
حتى الأن استطعت إنهاء ثلاث كورسات كاملة كنت قد اشتريتهم من فترة طويلة واحتفظت بهم فى الفولدر المظلم على جهاز اللابتوب الذى اكتشفت أنى ادخر فيه عدد من الكنوز غير المتوقع .
بدأت بكورس التسويق الالكتروني الذى لطالما حلمت أن انتهى منه .. وانتقلت إلى كورس البيع بالعمولة “الايفليت” وشرعت في كورس المونتاج .. يا الله أكل هذا العلم تحت يدى ولم استطع أن أوفر له الوقت للنيل منه .. وإذا بكتاب “التأثير” للمؤلف الأمريكي “سيالدينى” والحاصل على جائزة أفضل كتاب تسويقي لعام ٢٠١٦ ملقي بين ملفات ذلك الفولدر العتيق وما أن فتحته وتنقلت بين صفحاته حتى قمت وسجدت لله شكراً على ساعات الحظر.
ما يعوق بين أن نستمتع بوقتنا فى ساعات الحظر سوى الإحساس بأنه أمراً مفروضاً علينا .. لكن صدقنى لم اعد اشعر بالوقت واكتشفت أن ساعات الحظر غير كافية لاصنع أشياء كثيرة لطالما حلمت بأن افعلها.
امتلك ما بين يديك واستمتع بكل لحظة تحياها مهما كانت الظروف وما عليك سوى أن تتمسك بهذه الخلطة السحرية “فكّر- تعلّم- حاول”.