كان المشهد رهيبًا، تخيلته وتخيلت معه مشهدًا آخر لا يقل رهبة، وأنا أشاهد الشاب الذى وقف وسط قاعة الفرح بعد أن ترك العروس التى رفضت وجود أمه فى القاعة، وقال للحضور: مين يشترى أمى؟، مين يشترى أمي؟، وجلس أرضًا أمام الأم وقبل قدمها، وقال للجميع، أنا اشتريت أمى!
هذا المشهد تذكرته وأنا أشاهد اصطفاف عناصر قواتنا المسلحة أمام الرئيس للوقوف على استعداداتها لمعاونة أجهزة الدولة فى مجابهة فيروس كورونا، المشهد جعلنى أتذكر ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونية، وموقف الجيش الذى وقف أمام أكبر أجهزة مخابرات العالم لينقذ مصر من مصير مظلم للتقسيم، والفوضى.
الجيش المصرى الذى جعل مصر وعلو مصر هو الهدف، والذى فعل أبناؤه كل ما يمكن لإسقاطه، وبالإخلاص والإرادة أصبح التاسع على جيوش العالم فى خمس سنوات، جيش مصر الذى وقف يحارب الإرهاب بيد، وباليد الأخرى يعاون أجهزة الدولة فى التنمية والمشاريع القومية ومحطات الكهرباء، والزراعة، وإنشاء المصانع الجديدة والقضاء على العشوائيات وأكبر ملحمة إسكان اجتماعى، وأكبر شبكة طرق، لتكون مصر فى أخطر أزمة يشهدها العالم بهذه الصورة القوية، وسط سقوط لأكبر امبراطوريات العالم فى السلاح والتقدم العلمي، والمال!
كان اصطفاف عناصر القوات المسلحة، نموذجًا فريدًا لطمأنة الشعب، من حيث التجهيزات الاحتياطية لأساطيل الإسعافات المجهزة، والنقل، والمستشفيات الميدانية، والأسطول البشرى من أطباء وتمريض القوات المسلحة، لقد كان إبهارًا لصورة مصر الجديدة القوية أبدعت فيه الشئون المعنوية للقوات المسلحة كعادتها بفيلم «الحصن والسند»، لإخراص «طيور الظلام» الذين سخروا القنوات العدائية للنيل من مصر وجيش مصر وما زالوا، وكما قال «الرئيس» لن ينتهوا! «اطمنوا» ستبقى مصر شامخة، بجيشها المخلص القوى الذى حفظ ترابها وحافظ على شعبها، عرفتوا مين اللى اشترى مصر؟
< شكرًا لوزيرة الهجرة وسفيرنا فى واشنطن
هناك مقاتلون آخرون لا يقلون عن أبطالنا على الجبهة، وفرسان الجيش الأبيض من الأطباء والتمريض، الدكتورة نبيلة مكرم تحولت وزارتها إلى خلية نحل، بغرفة عمليات متميزة لإنقاذ العالقين فى الخارج، وحتى تليفونها الخاص لم يتوقف للحظة للمتابعة، وفريقها المتميز وبينهم الزميلة بكتيبة الإعلام العسكرى الصحفية المتميزة مها سالم.
كل الشكر لهؤلاء المقاتلين، وأرجو من معالى الوزيرة التجهيز السريع لإعادة الطلبة والعالقين بلندن وأوكرانيا، وأيضًا مجموعة تشاد الذين وقعوا لعملية نصب إحدى الشركات، والعمال والمعتمرين بميناء ضبا السعودى الذين يجلسون فى عذاب منذ أيام، وأيضًا العالقين بأمريكا، وأشكر هنا السفير القدير ياسر رضا سفير مصر فى واشنطن على متابعته المستمرة لجهود إعادة العالقين وحل مشاكل الجالية بمعظم الولايات، الشكر للأبطال.