رجب الشرنوبي يكتب : كورونا.. سنوات الزمن القادم

يتعرض العالم من وقت لآخر لصدمات تختبر مدي قوته وتماسكه وتكون بعض هذه الصدمات تارة نتيجة لتصرفات غير مسئولة من بعض الذين يديرون الحياة علي كوكب الأرض كما حدث في الحروب العالمية والتي حصدت ملايين من البشر وأحياناً أخري تكون إختبار من الطبيعة كما حدث في بعض الجائحات وهو ماحدث في الإنفلونزا الإسبانية والطاعون والكوليرا والملاريا والإيبولا وغيرها والتي حصدت مئات الآلاف بل ملايين من البشر في بعضها ، ولكن ومع كل مرة تتعرض شعوب الأرض للخطر هناك دائماً ثمة جهود خيرةً تعيد للعالم توازنه وإستقراره ، وهذا مايحدث الآن إذ يعكف العلماء الآن علي دراسة هذه الجائحة التي أفقدت العالم كله صوابه بما فيه كل القوي الكبري ، ولعلهم يتوصلون إلي لقاح أو مصل يتصدون به لنزيف الأرواح اليومي والذي يقدر بالآلاف حول العالم نتيجة تفشي جائحة “كورونا” ، وإلي أن يتم ذلك لا شك أن مستقبل العالم يمر بمنعطف خطير ويحتاج إلي جهود ضخمة لإعادة إحياؤه ، وإلي جانب ذلك هناك علماء ومتخصصين في كل المجالات يدرسون بعناية كيف يعيدون للعالم وجهه المشرق بعد هذه الآثار المدمرة علي كافة النواحي الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والترفيهية، بإختصار يبحثون كيف يعيدون للعالم توازنه النفسي بعد أن ضرب وباء “كورونا” الذي بدأ من مدينة ووهان بالصين مزاج العالم في مقتل ، ولكن ماذا عن مصر هل كان لهذه الجائحة تأثير قوي علي الإقتصاد المصري ؟؟!!وكيف يمكن الخروج من هذه الأزمة دون أضرار بالغة علي حياة المواطن المصري ؟؟!!!
من المؤكد أننا جزء من العالم نرتبط معه بعلاقات متنوعة ومن الطبيعي جداً أن هذه العلاقات علي أختلاف أنواعها تترجم في في الموازنة العامة للدولة إلي أرقام سواء بالسلب أو الإيجاب ، فالسياحة مثلاً سجلت في العام المنصرم أرقام تقترب من ثلاثة عشر مليار دولار إلي جانب ستة مليارات دولار كانت حصيلة مدخولات قناة السويس تقريباً لنفس العام ، علينا فقط ان نتخيل كيف يمكن أن تتأثر موازنة عامة تتقارب من المائة مليار دولار بقليل بهذه الأرقام التي يمكن أن تختفي أو تنخفض نتيجة هذه الآثار المباشرة لهذه الجائحة العالمية ،
ماذا تمثل أرقام من العملة الصعبة لمجالات أخري إلي جانب السياحة وقناة السويس مثل تحويلات العاملين بالخارج التي تخطت ستة وعشرون مليار دولار وعائدات التصدير من العملة الصعبة للإحتياطي النقدي لدي البنك المركزي؟؟!!
توجه الدولة في السنوات الماضية لتنشيط القطاع الصناعي وجذب الإستثمارات بعد ماأنفقته من مليارات الدولارات في إعادة تأسيس للبنية التحية تمهيداً لذلك كيف يمكن أن تسير الأمور في هذا الإتجاه بعد الخلاص من هذا الوباء العالمي ؟؟!!
هذا بالضبط ماتنبهت إليه القيادة السياسية والدولة المصرية فبدأت علي الفور إلي جانب أجرآت مواجهه الوباء بكل حزم في إتخاذ التدابير اللازمة التي تقلل من هذه التأثيرات علي حياة المواطن المصري ، والتعامل مع الحدث علي أرض الواقع بحزمة قرارات إتخذتها القيادة السياسية قبل ساعات قليلة من شأنها تقليل تأثير الصدمة علي الإقتصاد المصري والحفاظ علي مكتسباته خلال السنوات الماضية.
قرارات لدعم السياحة والمنشأت السياحية و غيرها لرفع الحمل عن بعض الوحدات الصناعية، قرارات تنبه إلي أهمية إستمرار عجلة الإقتصاد مع ضرورة تنظيم ذلك بما يعني تقليل التجمعات العمالية لأقل مدي ممكن وتوافر الشروط الصحية اللازمة، مراجعة دورية لما يمكن أن تقدمة القوات المسلحة إلي جانب القطاعات المدنية بعد إجرآت مماثلة قبل أقل من شهرين خطوات علي الطريق الصحيح ، ولكن الأهم هو تنبأ الدولة بما يمكن أن يقابلها من أزمات وعثرات مبكراً مما يسهل عليها التعامل معها ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لحل شفراتها وتقليل الأخطار الناجمة عنها ، هذا هو المفهوم الذي ظللنا نفتقده لعقود طويلة في مؤسساتنا الحكومية ، إنه المعني الجيد لإدارة الأزمات في مصر ومعه نستبشر بكل الخير إن شاء الله
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.