خالد إمام يكتب : فن الغباء .. فى تسييس الوباء ..!!!

ماحدث فى الساعات الأولى من صباح امس الأول الثلاثاء بالاسكندرية .. يجب الا يمر مرور الكرام .. كل من تظاهروا فى الشوارع وجميع من رددوا خلفهم الأدعية من البلكونات والشبابيك لابد من تقديمهم للعدالة ليعلموا ان هذه المشاهد وما وراءها عفا عليها الزمن .. شعب الاسكندرية الرائع يغلى ويتبرأ مما حدث ويؤكد نفس مايؤكده الشعب المصرى كله من انهم اذا كانوا قد خدعتهم هذه ( الزفة الكدابة ) قبل سنوات فان المؤمن لا يُلدغ من جحر ( حية ) مرتين .
ولكى يعلم الكافة اصل وفصل المخطط المعد فى الخارج .. عليه العودة الى البداية وهى دعوة من ( مهتز قطر ) على مواقع التواصل الاجتماعى يحث فيها ( اخوانه وسلفييه ) – وطبعاً الاثنين واحد وان اختلفت المسميات – على الخروج للبلكونات والشبابيك فى توقيت واحد للدعاء بتكبيرات العيد لعل الله يزيح الغُمة وتضامناً وتحفيزاً للكادر الطبى فى مصر ..!!
ماعلاقة تكبيرات العيد بكورونا ؟؟.. ولماذا يا( حمار ) لم توجه نفس الدعوة للشعب التركى الذى تعيش بينه من خيره أو للشعب القطرى ( البنكير ) .. اشمعنى شعب مصر بالذات ؟؟.. وهل يحتاج الكادر الطبى الى تحفيز من اعداء ؟؟.. ان ادق وصف لهذا هو تعبير اطلقه الصديق د . جمال شعبان من ان ماحدث هو ( فن الغباء .. فى تسييس الوباء ) وليسمح لى الصديق باقتباس تعبيره الرائع عنواناً لمقالى .. نعم غباء وتسييس .. فبمجرد ظهور الدعوة خرج عشرات ( الصيع ) فى الواحدة والنصف صباحاً من امس الأول يجوبون شوارع الاسكندرية يكبرون ويهللون ويرد عليهم من البلكونات والشبابيك طائفتان : الأولى من نفس فريقهم ، والثانية من الأغبياء الذين لا يفهمون شيئاً .
كلنا يعلم جيداً ان الله لا يحتاج ابداً الى حشد وخروج فى الشوارع وتهليل وزيطه وزمبليطة لكشف البلاء .. الله سبحانه وتعالى ( سميع بصير ) وانه قال ( اينما تولوا فثم وجه الله ) .. الأمر لا يحتاج الى الخروج فى الشوارع والبلكونات والشبابيك .. ورب العزة ايضاً قال ( واذا سألك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ) الله سبحانه وتعالى اقرب الينا مما نتخيل ولا يحتاج الى وسيط أو محفز حتى انه اختصر المسألة كلها فى 3 كلمات سطرها فى قرآن يُتلى الى يوم الدين .. قال ( ادعونى استجب لكم ) .. ثم ان هؤلاء يغفلون عن عمد أو جهل ان اجمل واعظم واجل الدعاء هو ماكان بظهر الغيب كما ان الأفضل والانسان ساجد كما قال رسولنا الكريم ( اقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه الدعاء ) .. والقصد هنا هو ان نفرش السجادة فى البيت أو فى المسجد وندعو له بما نشاء وهو حتماً سيستمع ويلبى .. هذا وعده لنا وليس علانية أو فى مظاهرة مغرضة بالشوارع لغرض أو لمرض مثلما اراد ( مهتز قطر ) .. لكن لأن ماحدث فعلاً هو محاولة غبية لتسييس وباء كورونا ومن ثم اعادة احياء الفوضى من جديد .. فقد كان ماكان .. واؤكد لهؤلاء الأنطاع ان مايسعون اليه لن يكون ( حتى يلج الجمل فى سم الخياط ) .
×××
×× كورونيات .. جوه وبره ..
× كان لابد من اتخاذ القرارات التى اعلنها د . مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لعل المستهترين يشعرون بالخطر الحقيقى المحدق بنا ويلزمون بيوتهم ولا يخرجون منها الا للضرورة .. الآن ونحن فى المرحلة الثانية من الوباء اصبح نصف اليوم به حظر تجول كما وُضعت قيود صارمة لمنع التجمعات فى العديد من المجالات تجارياً وتعليمياً واجتماعياً ورياضياً وغيرها .. واذا اصر هؤلاء المستهترون على غيهم فان هناك اجراءات اشد واقسى اتمنى الا يجبروا الحكومة على اتخاذها حفاظاً على الدولة والشعب .
على الناس ان ينظروا الى اسباب تفشى الوباء فى العالم .. سأذكر 3 بلاد فقط على سبيل المثال لضيق المساحة .. ايطاليا استهتر بعض افراد الشعب ومارسوا حياتهم بشكل طبيعى فكانت الكارثة ان اصبحت بؤرة الوباء الأولى بسبعة آلاف ضحية والصين التى انطلق منها الوباء ثانية ( 80 الف اصابة و3277 وفاة ) ، وايران اقامت احتفالاً فى مدينة ( قُم ) احتشد فيه مئات الآلاف فتساقط بعده الايرانيون ضحية كورونا ، وكوريا الجنوبية تسببت امرأة مريضة بالكورونا فى اصابة 1200 شخص بمفردها ومؤكد ان نفس السيناريو تكرر .. هذه حقائق وليست خيالاً .
× الدعوة المصرية للمواطنين ( ادخلوا مساكنكم ) اصبحت عالمية .. الممثل العالمى الشهير روبرت دى نيرو الحاصل على الأوسكار مرتين ظهر فى فيديو قصير يخاطب محبيه فى العالم ويرجوهم ان يبقوا فى منازلهم لوقف انتشار كورونا .. الحدق يفهم .
× رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون اعلن الاغلاق الشامل للبلاد لمدة 3 اسابيع .. قال انه غير مسموح لأحد بالخروج من بيته الا للضرورات .. وممنوع تجمع اكثر من شخصين لا ينتميان لعائلة واحدة بعد ان وصل عدد الوفيات الى 335 شخصاً .. الكلام الك ياجاره .
× لا تندهشوا من ان هناك 100 مليون امريكى فى العزل .. هؤلاء يقطنون 7 ولايات امريكية فقط هى ( كاليفورنيا ونيويورك وايلينوى وكونيتيكت ونيوجيرسى ولويزيانا واوهايو ) .. وهم يمثلون اقل من ثلث عدد سكان امريكا كلها بقليل .. مارأى المستهترين ..؟؟
× مغنى الأوبرا الأسبانى الشهير بلاسيدو دومينجو ( 79 سنة ) ومنتج الأفلام السابق هارفى وينشتاين ( 68 سنة ) اصيبا بكورونا والاثنان متهمان بالاغتصاب والتحرش الجنسى .. الأول يواجه دعاوى قضائية مازالت منظورة والثانى يقضى عقوبة السجن بنفس التهم .. الطيور على اشكالها تقع .
Khaledemam6@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.