محمد يوسف العزيزي يكتب : النداء الأخير قبل حساب المجتمع العسير
أعجبني بوست قرأته يقول ..( المافيا الإيطالية تساند حكومتها بأكثر من 7مليارات يورو
لمواجهة كورونا ، وأحنا أخبار تجار المخدرات عندنا إيه .. مفيش حاجة ! )
ورغم ما في البوست من ألم كشف حقيقة العالم المتحضر- الذي صدعنا بأنظمته الصحية وقوة اقتصاده الهيكلية وأنه النموذج والقدوة التي علينا اتباعها واللهاث خلفها – في مواجهة أزمة تتعلق بالحياة فإن ما فعلته المافيا الإيطالية – إن كان صحيحا ، وأظن أنه صحيح ) هو نوع من المساندة الوطنية فيها كثير من الوعي والمسئولية .
في مصر لدينا رجال أعمال كونوا ثروات طائلة من هذا الوطن ومن شعبه الذي يتهدده الموت في أي لحظه لم نسمع منهم مبادرة تستحق الذكر بل منهم من قال أن علي الدولة دعم رجال الأعمال في هذا الظرف .. بجاحة ونطاعة غير مسبوقة تصدر عن ملياردير كبير قال ذات يوم أنه يفكر في شراء جزيرة لللآجئين السوريين ..
مساهمة رجال الأعمال الذين أثروا علي حساب هذا الشعب واجب ولابد أن يعلنوا عنه للجميع لنعرف من يقف مع الوطن في أزمته ، ومن يقول أنهم يقدومون ويفعلون دون إعلان لا مصداقية لهم ..
المساهمة والوقوف جنب الوطن ليس صدقة ولا من الزكاة يتم فعلها في السر .. هو واجب وطني ورد جميل لهذا الوطن والإعلان عنه يعطي رسالة إيجابية للجميع ويزيل مساحات الاحتقان التي تترسخ عند الناس تجاه هؤلاء رجال المال والأعمال ..
الوطن مركب إذا غرق سيهلك كل من فيه .. الغني والفقير .. الوزير والغفير .. فالموت يحصد ولا يفرق ..
رجال المال والأعمال أمامهم مسئولية اجتماعية وأخلاقية .. التخلي عنها خطيئة كبري تهدد بتقويض نظامهم المالي واقتصادهم الي يمكن أن يتحول فجأة إلي قبض ريح ..
عندما يشتد الوباء – لا قدر الله – فلن يعصم المال صاحبه من الموت ، ولا شركاته من الصمود أمام الانهيار الحتمي ..
الفرصة ما زالت متاحة للوقوف جنب الوطن .. وتجنيب السفينة من الغرق .. وما زال وطننا قادرا علي الصمود بقدراته الذاتية التي بناها الشعب في سنوات عجاف من الإصلاح الاقتصادي وتحمل فاتورتها الباهظة .. هذا الإصلاح وهذه الفاتورة أنتجت رصيدا توجهه الدولة الآن لمعالجة تداعيات هذا الوباء الذي يتحمل فاتورته الأكبر أيضا هؤلاء الذين فقدوا مصادر أرزاقهم بسبب جلوسهم في البيت وبسبب إجراءات احترازية لابد منها ..
نداء أخير لرجال المال ( فنانين كبار ولاعبين كبار وتجار أزمات ) ورجال الأعمال الكبار الذين قدمت لهم الدولة كل تسهيلات وحوافز زادت ثرواتهم وتم تصنيف بعضهم في قائمة أثرياء العالم ..
لا تفوتوا فرصة الوقوف بجانب الوطن في محنته التي أدعو الله أن تمر بخير وتكون بردا وسلاما علي شعب مصر .. قبل حساب المجتمع العسير