الرسائل التى وجهها الرئيس السيسى خلال لقائه بسيدات مصر بمناسبة عيد المرأة المصرية كانت كاشفة وتوعوية وتؤكد حرصه على شعبه انطلاقاً من موقعه ومسئولياته وانسانيته وايضاً بحكم انه واحد منهم .. انها رسائل متوازنة لا تهويل فيها ولا تهوين وليت الغُلاة والمستهترين وعشاق خالف تُعرف يفهمونها على وجهها الصحيح ومقصدها الأصح .
عندما يتحدث الرئيس عن فيروس كورونا ومافعله ومايمكن ان يفعله فى العالم كله .. فانه هنا يستند الى احصاءات عالمية رسمية ولا يقصد ابداً ترويع الناس وبث الرعب والقلق فى قلوبهم وعقولهم .. لقد عايشنا الرئيس اكثر من 7 سنوات منذ كان وزيراً للدفاع ولم نسمع منه يوماً كلمة غير حقيقية بل يتحدث مع الشعب بصدق وامانة .. ومن لديه دليل على عكس ذلك فليأت به .
كورونا ياسادة اصبح غولاً متوحشاً يتلاعب بمصائر كل دول وشعوب العالم الا من رحم ربى .. اذ يكفى جداً انه اصاب 300 الف شخص حتى الآن مات منهم 13 الفاً ، ويكفى ايضاً ان دولاً عظمى وكبرى وعادية يتلاعب بها هذا الوحش الكاسر منها – بعد الصين – امريكا وايطاليا وفرنسا والمانيا واسبانيا وسويسرا وبريطانيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية وايران رغم الامكانات الصحية الهائلة للغالبية العظمى منها وان هناك 100 مليون امريكى فى العزل حالياً ، ويكفى كذلك وياللعجب ان الصين التى انطلق الفيروس منها سجلت ( صفر اصابات ) لسادس يوم على التوالى بعد ان غزا الوحش 81 الف صينى توفى منهم اكثر من 3 آلاف شخص .. هذا النجاح لم يأت صدفة بل بالالتزام شعباً وحكومة .. التجربة الصينية لمحاربة كورونا مثال يُحتذى .
هذه الدول العظمى والكبرى والعادية قدمت لفيروس كورونا هدية ثمينة على طبق من ذهب يتمثل فى استهتار قطاع من شعوبها .. والمعروف ان عدد المصابين اذا تجاوز الف اصابة فمن الصعب تتبعهم وتدخل الدولة هنا المرحلة الثالثة والأخطر .. مرحلة الوباء الجماعى .
الرئيس لم يهول ولم يهون بل اراد ان يفهم الناس اننا فى المرحلة الثانية من الفيروس وطلب منهم ان يساعدوا الدولة كى لا تدخل المرحلة الثالثة لأن تبعاتها مدمرة ولن يتحملوها .
ايضاً .. عندما يؤكد رئيس الدولة انه لا توجد ازمات فى السلع ودائماً ما يسأل الحكومة عن حجم الاحتياطى السلعى وان احتياطى اقل سلعة هو 3 شهور .. فماذا يريد الناس بعد ذلك ؟؟.. لقد ساءه مثلما ساءنا جميعاً تكالب قطاع كبير من الشعب على شراء السلع وكل واحد يدفع امامه اكثر من عربة ممتلئة وكأننا نواجه مجاعة وليس فيروساً يمكن القضاء عليه فى سهولة باتباع التعليمات الصحية السليمة .. ياسادة ان هذا التكالب الى جانب انه فى غير موضعه ولغير اسبابه فانه ايضاً غير صحى بالمرة اذ يكفى جداً ان يتواجد بين المتكالبين مريض واحد بكورونا فيعدى كل المتواجدين .
كذلك .. عندما يستند الرئيس فى تعليق صلوات الجمعة والجماعة بالمساجد وصلوات وقداسات الكنائس الى ( الشرع ) المتمثل هنا فى ( الأخذ بالأسباب ) انطلاقاً من حديث الرسول الكريم ( اعقلها .. وتوكل ) أو قاعدة ( الضرورات تبيح المحظورات ) فانه يحمى الشعب كله – المسئول عنه وعن حياته امام الله – خاصة اننا شعب متدين بطبيعته ويرتاد المساجد والكنائس باقتناع .. بالتالى فان الرئيس لم يأت ببدعة .. السعودية منعت صلاة الجمعة والجماعة والكويت من قبلها .. وللحق فان الغالبية العظمى من شعبنا الرائع التزموا بالاجراء الاحترازى وصلوا فى بيوتهم .. لكن ان يزايد على الدولة سلفيون امثال مصطفى العدوى وصلاح عبد المعبود وغيرهما ويفتوا بأن قرار غلق المساجد ( الذى اقره الأزهر والأوقاف ودار الافتاء ) مخالف للشرع ثم يكذبون كذلك فتوى الأزهر بأن من مات بالكورونا شهيد لا يُغسل فلابد من محاسبة هؤلاء على اراجيفهم التى تضرب الوحدة الوطنية والأمن الاجتماعى والمقومات الشرعية .