الحزن مشاعر مثل الفرح بالضبط ،والألم تجربة إنسانية فريدة تثقل صاحبها وتفتح عينه وتغيره ..هل يصح أن نعيش بجزء واحد من أنسانيتنا ونلغى باقى الأجزاء ؟وهل يجوز أن نتجاهل شعور من أهم وأعمق المشاعر الحية على الإطلاق ونعتبره غير موجود أو حتى وجوده مرفوض لمجرد إنه مؤلم ؟
من المؤكد أن كل إنسان من حقه يشعر بالحزن ..ويعبر عن تعبه و يشاركه من حوله ولابد من تغيير المفاهيم الخاطئة التى تعتبره ضعف وأكتئاب وهذا نشأ البعض عليه .. مع إن الحزن مشاعر إنسانية ربنا خلقها بداخلنا مثلها مثل الفرح والغضب والخوف ،فهنا لا أتكلم عن الحزن المقصود به “البكاءوالغم والشحتفة”ولكن أتحدث عن الحزن المتمثل فى حالة إنسانية عميقة جدا من الشجن والألم..ممتلئة بمراجعة النفس والتأمل الداخلى الحقيقى لنعود عودة هادئة إلى المشاعر المستقرة ونلتقط فيها انفاسنا..لنبدأ من جديد ..فالحزن حق..والفرح حق..والخوف حق..والغضب حق.
فلذلك لا ينبغى أن نقصى جزء من المشاعر الٱنسانية ونستبعدها ونتجاهلها لمجرد أنها مؤلمة..فهنا نقصي ما تبقى من إنسانيتنا وطبيعتنا البشرية الحقيقة ،فمن حقك تحزن .. مثل ماهومن حقك تفرح وتغضب وتخاف ،ففى بعض الحزن حكمة ونورويولد الامل.
الخلاصة..ليس المقصود أن نترك أنفسنا
للحزن والألم .. ولكن المقصود أن كل منا يسمح لنفسه أن يعيش مشاعره كما هى فى وقتها ولا يهرب منها أو ينكرها ،أو يتجاهلها ويعتبرها غير موجودة ويتبع السلوك والمشاعر المزيفة ،وتنعكس فى معاملاته مع من حوله،ولذلك المطلوب كل إنسان يسمح لنفسه أن يعيش إنسانيته وحقيقته من غير أختزال أو تشويه أو نقصان،وأيضا من غير مبالغة أو تضخيم أو استفزاز ،فعلينا أن نقبل “الحزن” كشعورإنسانى ,حقيقى اصيل وليس هروب منه أو الغرق فيه وفى حدته
فعندماننظر الى ام وزجة الشهيد ونقرأ الحزن فى نظراتهم والألم مرسوم على ملامحهم فعلينا جميعا الصمت الحزين على شهداء الواجب الذى قدموا حياتهم وضحوا بأرواحهم من أجلنا وتركوا قلوب مكلومة على فراقهم..
فعلينا نعيد كل مشاعرنا الحقيقة بداخلنا لمكانها لكى تلتحم وتكتمل الإنسانية لدينا ونعود أبنائها من جديد وهذا سيظهر بوضوح كالنور فى كل المعاملات والعلاقات بكافة أنواعها سواء الاجتماعية أو العملية ،المهم علينا مصالحة أنفسنا ونحزن على ما فقدناه بداخلنا ولكن سيولد الامل من الحزن عندما نقرر مواجهة السواد والظلام ليحل محله نور وصفاء النفس والقلب .