جيهان عبد الرحمن تكتب : حرب الفتاوي

بعيدا عن الفتاوي المضحكة المثيرة للشفقة قبل الجدل والفتن والتلاعب بالألفاظ والتي كان أخرها أن المصريون لا يقع طلاقهم لأنهم يقولون عليا الطلاء بالهمزة لا بالقاف وكأنهم في درس من دروس النحو لا في حالة غضب أو انصراف نيتهم إلي وقوع الطلاق من عدمه , وهؤلاء يعلمون أنهم يخاطبون مجتمع تفشت فيه نسبة الجهل والأميه والتراجع الثقافي والقيمي وحسب إحصاء الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في سبتمبر 2019 أكثر من ربع المجتمع أمي ناهيكم عن أمية المتعلمين حتي بين خريجي الجامعات, الشخص نفسه وهو أستاذ للفقه المقارن ومخصص له ساعات بث فضائي لا تعد ولا تحصي أصدر عام 2016 فتوي بأن كل من مات وهو في طريقه لكسب الرزق فهو شهيد حتي الراقصة مؤكدًا فكرته بقوله أنها خارجه لطلب الرزق وهي لا ترقص طوال الوقت فطالما ماتت وهي لا ترقص فهي شهيدة, واذا كانت الراقصة في الجنة فمن باب أولي أن يكون السير مجدي يعقوب أمير القلوب وصانع السعادة وشافي القلوب في النار لأنه غير مسلم, هكذا تجرأ أحدهم علي الله وكأن مفاتيح جنة رضوان بين يديه.
هذا الشخص وغيره من فقاء الفتنة قد اعتادوا إشغال المجتمع المنكفئ علي قوت يومه بتصدير كل ما هو مثير ومقزز وطائفي ليرد أحد القساوسة في فتوي لم تجد طريقها للانتشار بأن الدكتور أحمد زويل لن يدخل الجنة لأنه غير مسيحي والجنة سيدخلها المسيحين فقط وكأن هذه بتلك, وكأن المجتمع قد أصابته لعنة الإفتاء والتراشق بمفاتيح الجنة والنار.
ومن جواز سبي النساء في الحرب ومعاشرتهن جنسيا وتكفير من يهنئ غير المسلمين في أعيادهم وجواز زواج الطفلة في سن التاسعة وإرضاع الكبير ونكاح البهائم ونكاح الزوجة المتوفاة خلال ست ساعات من موتها, وخزعبلات تنافي العقل والمنطق والفطرة السوية التي تستنكف الحيوانات عن فعلها, إلي فتاوي اقتصاديه كان أخرها فيديو متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2015 ومازال يتداول حتي اليوم بتحريم الصلاة بعد شرب المياه الغازية” البيبسي” تحت عنوان لن اشرب بيبسي بعد اليوم لأنها مصنعة من أمعاء الخنازير وأنه قد حان الوقت لمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية وتحليل مادة الببسين في معامل سريه موثوق بها ورغم أن هذا الموضوع أثير في الخمسينات وأتت نتائجه بكساد المنتج في مصر إلا أنه يعود للإثارة مجددا, لأنه لم يحسم بشكل علمي منذ الخمسينات وحتي الأن.
ولهذا أثمن وبشدة ما فعله الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حين أجري اتصالا هاتفيا بالدكتور مجدي يعقوب جراح القلب العالمي لتهنئته بتقليده وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني في احتفالية صناع الأمل بدولة الأمارات وقال له انك قدوة في الإيثار وتغليب مصلحة المحتاجين من مرضي القلب والأطفال وأنه مثال الوطنية والعمل علي خدمة أبناء الوطن وفخر لكل مصري, وكأن شيخ الأزهر يعتذر للرجل عما بدر من السفهاء منا في حقه وفي حق الإسلام الوسطي السمح.
كما أشادت دار الإفتاء بالدكتور مجدي يعقوب ووصفته بأنه صاحب السعادة وقالت أن ما حصله من علم ومعرفة وخبرة أذهلت العالم كانت نتيجة لجهود مضنية وشاقة سخرها في خدمة وطنه وشعبه ولم ينظر يوما إلي دين من يعالجه.
بيان الإفتاء قال تعودنا بين حين وأخر أن يخرج علينا أحدهم بتصريح فج أو أغنية هابطة, وهنا ساوى البيان بين الفتاوي الشاذة الضالة المضلة وبين الأغاني الهابطة, بهدف حصد لايكات تتحول إلي أموال تغني أصحابها علي حساب إنحطاط الذوق العام والأخلاق. وقال إن المصريين بما حباهم الله من فطرة نقية يتوجهوا إلي الله بالشفاء والرحمة والجنة للدكتور مجدي يعقوب صاحب السعادة وهو دعاء فطري بعيد عن السفسطة والجدل والمكايدة الطائفية نابع من القلب إلي الرب.
أهل الفتنة وينشطون حيث الفقر والجهل ومرار العيش وضيق الحال, ودليلي أنه من أقدم علي محاولة قتل نجيب محفوظ لم يقرأ له رواية واحده ولا حتي رواية أولاد حارتنا التي كفر نجيب محفوظ بسببها وربما كان لا يجيد القراءة أصلا. فثمة علاقة طرديه بين درجة وعي وتعليم المجتمعات وبين الفتاوي والشائعات, التعليم يا ساده هو طوق النجاة لمن أراد سلام هذا المجتمع .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.