في الوقت الذي تعرضت فيه فتاة المنصورة لواقعة تحرش جماعي فظيعة عنيفة كارثية قل ما شئت من ألفاظ واذهب كما تشاء في تحليل هذا الخزي والعار الذي لحق بمجتمعنا منذ عدة عقود أظنها بدأت عام 1985 مع فتاة المعادي التي اغتصبها خمس ذئاب بشريه تحت تهديد السلاح وقتها انقلبت وزارة الداخلية رأسا علي عقب ولم تهدأ إلا بعد القبض عليهم تباعا وحكم عليهم جميعا بالإعدام عام1987, لكن الوضع أختلف تماما بمرور الوقت مع فتاة العتبة حيث كانت من أسرة بسيطة وتم اغتصابها في نهار شهر رمضان عام 1992 في أتوبيس عام ورغم القبض علي أربع جناة أثنان منهم قبض عليهم أثناء ارتكاب الواقعة ومع ذلك حصلوا جميعا علي البراءة بعد عام من تداول القضية في صدمة مدوية للرأي العام وتداعيات أخطر نلمسها جميعا الأن..!
قبل الاسترسال في وقائع مشابهة في السجل الأسود, وخاصة التحرش الجماعي أيام الأعياد, أشهرها طبعا أكتوبر 2006 أمام سينما مترو وسط البلد بعدما رقصت دينا أمام السينما وقت عرض فيلمها ” عليا الطرب بالتلاته ” فتجمع مئات الشباب في حالة سعار مفاجئ وانطلقوا يتحرشوا بالفتيات وصلت إلي حد تجريدهن من ملابسهن وكان هذا هو العام الأول الذي تتحول فيه المعاكسات اللفظية إلي تحرش جنسي صريح وواضح بلا خوف من الأمن أو العقوبة لتتوالي بعدها الحوادث فرادي وجماعات منها ميدان التحرير 2014 حتي صلاة الأعياد في الساحات العامة لم تسلم منها وكأننا تحولنا لقطيع بلا أخلاق ولا دين ولا تربية ولا تعليم !.
في بلاد غير بلادنا مع احتساب فارق توقيت الاحتفالات بليلة رأس السنة الميلادية كان هناك فتاة أخري يتم اغتصابها بصورة وحشية لمدة 50 دقيقه في مدينة نورث هامبتون وسط بريطانيا, الفارق ليس في الوقت والتفاصيل وطبيعة المجتمعات ونوعية الجريمة, ووجهة نظر حضرتك الشخصية, من عينة “تستاهل” أو” إيه وداها هناك” أو “ملابسها” أو” جنسيتها” أو… في بريطانيا أي في صباح اليوم التالي تم استدعاء الفتاة في الشرطة ولم ينتظروا أن تتقدم ببلاغ وطالبوها بالخضوع لاختبارات الطب الشرعي ثم ذهبت للمستشفى ووزعت الشرطة مقاطع فيديو كاميرات المراقبة وتم القبض علي المتهم الذي أدين بتهمة الاغتصاب وعوقب بالسجن لمدة11 عام والخدمة العامة لمدة خمس سنوات ووضعوه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية لمدي الحياة.
في واقعة تحرش المنصورة كان الإنكار هو سيد الموقف, وبعد تداول الفيديو قالوا ان الأجهزة الأمنية لم تتلق بلاغ بوجود حالة تحرش رغم استمرار المهزلة لمدة تقارب الساعتين بلا تواجد أمني وبلا نخوة وشهامة أولاد البلد حيث رفض صاحب المحل حماية الفتاة خوفا علي محله, حتي نائبة البرلمان ولا أقول نائبة الشعب أنكرت الواقعة في البداية وقالت شبابنا مش ممكن يعمل كدة والفيديو مش واضح ..! علي طريقة البيت دا طاهر وها يفضل طول عمرة طاهر… وكأنها لا تري ولا تسمع صراخ الفتاة المدوي.! وبعد استضافتها صوتيا في البرامج الحوارية قالت … شباب المنصورة بخير ومتربي أحسن تربيه (!!) وقالت أرفض التعميم وهناك قانون تحرش رقم 50لسنة 2014 يعطي عقوبات من ثلاثة إلي خمسة الأف جنيه لمجرد خدش الحياء والسجن من 6 أشهر لسنة وأن هناك قانون متقدم في المجلس ولم تذكر الجهة التي قدمته ولا أية تفاصيل عنه لكنها قالت نبحث زيادة العقوبة..!
وبعيدا عن التصريحات الهزلية الهزيلة والتعامل السطحي من الجميع وحالة الضعف المتدرج من 1985حتي 2020 أقول متي يتم عقاب المجرم لا عقاب الضحية, متي يحترم رجال الدين والفتوي عقولنا ولا يساعدون المجرم علي الإفلات من العقاب بدعوي الملابس قصيرة, طويلة, بنطلون, عباية بكابسين ..والله عيب ماذا ستقولون لربكم يوم الحساب؟ للأسف القانون المصري يفرق بين هتك العرض والتحرش وعقوبتهما الحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسة ألاف جنيه ولا تزيد عن عشرة الأف جنيه , وجريمة فعل فاضح في الطريق العام مثل المعاكسات اللفظية أو السباب أو حركة باليد وعقوبتها الحبس مدة لا تزيد عن سنة وغرامة لا تتجاوز 300جنيه , أما التصوير بدون إذن عقوبتها الحبس لمدة 6 اشهر.