كلما مررت من شارع مصر حلوان الزراعي ووقع بصري علي أطلال مصنع النصر للتليفزيون وقد تحول إلي حطام خربه تعلو مبانيه أسراب أبو قردان الذي كان صديق الفلاح وبعدما ذهبت الأراضي الزراعية والفلاح وشركة تصنيع التليفزيون فلم يجد أبو قردان إلا أكوام القمامة ليلتقط منها الديدان, وعلي طريقة فيلم تيتانك بطريقة الفلاش باك تتحول الصورة من سفينة خربة غارقة في أعماق المحيط إلي حياة كاملة بكل شخوصها وأبطالها, الحياة تبعث مجددا في مخيلتي داخل المصنع الذي أنشئ عام 1966 وتنتعش الذاكرة بمشهد من فيلم ” البنات عايزه أيه ” وسهير رمزي المهندسة الجميلة التي تمتلك سيارة ووظيفة وتعليم جيد وشخصية مستقلة, ترتدي البالطو الأبيض داخل ورش تصنيع التليفزيون وتتحدث عن شروطها من ضرورة أن يكون شريك حياتها بلا ماضي, فيلم كوميدي مع محمود عبد العزيز وسمير غانم وعدويه لكن به رسالة وبطرف خفي أشار إلي مرحلة هامه من تاريخ مصر ونهضتها الصناعية.السابق بوست