رجب الشرنوبي يكتب : المجلس الأعلي للتثقيف وزيادة الوعي …….أصبح ضرورةً ملحة
ليس خفياً علي أحد فينا أننا أصبحنا شعب يكاد يكون لايقرأ اللهم إلا نفر قليل، ومنذ عدة عقود يعتمد المصريين علي ماتبثه لهم الشاشة الصغيرة ومايصل إلي أسماعهم عبر آثير الراديو إضافة إلي الدور الذي تقوم به قاعات ودور السينما في تكوين ثقافاتهم وبناء شخصيتهم وهويتهم الوطنية ، وذلك في ظل تراجع إسهامات وأدوار مؤسسات ووزارات رئيسية يقع هذا الموضوع “خلق وتكوين الشخصية المصرية”ضمن أولي مهامها ومبررات وجودها كوزارة التربية والتعليم والثقافة والأزهر والأوقاف والكنيسة ، وقد ضاعف من صعوبة المهمة قطعاً تعدد وتنوع المصادر العصرية لتوفير ونقل المعلومة مع هذا الإنفتاح غير المحدود من القنوات التليفزيونية و المواقع الإلكترونية وكذلك مواقع التواصل الإجتماعي الحديثة
ومن المؤكد أن المجتمعات الغربية لن تجد صعوبة في التصدي للآثار السلبية لهذا التطور التكنولوجي الهائل ولن يمثل خطراً كبيراً علي وجودها وطمس هويتها كما يمكن نتعرض نحن العرب وبلدان العالم الثالث لهذا لأكثر من سبب، أولها أن هذا العالم المتقدم هو من أوجد هذه التقنيات الحديثة ويعرف جيداً كل تفاصيلها ويؤمن بما يمكن أن تقدمه له من دعم حقيقي لتحقيق مزيد من التقدم وفرض السيطرة علي بقية العالم من خلال هذه التطورات ، كما أن هذه التكنولوجيا وإستخداماتها قد تتماشي مع هوية هذه الشعوب ولاتؤثر أو تتعارض مع معتقداتها الدينية وهويتها الثقافية بحال من الأحوال كما يمكن أن يحدث معنا إذا تعارضت بعض محتوياتها مع مانعتقده ونؤمن به
الكثير من الأسباب التي يمكن أن يتم الحديث عنها في هذا الشأن ، ولكن ماذا يمكن أن نفعل نحن أمام هذا التطور الرهيب؟؟هل نترك أنفسنا وأولادنا وبناتنا للغة هذا العصر المعلوماتي وتطوراته المخيفة ليطمس هويتنا وتختفي خصوصياتنا من الوجود ؟؟ أم نتخلي عنه ونعيش في جزر معزولة عن بقية العالم ونمكث في الجهل والتخلف؟؟!!
أعتقد أن وجود كيان قومي تطوعي يعمل جنباً إلي جنب مع مؤسسات الدولة الرسمية، في زيادة الوعي والتثقيف والتصدي لكل أفكار وخطط تدمير الدولة المصرية وطمس وإزالة الهوية الوطنية ، أصبح ضرورةً ملحة في ظل هذه الحرب الفكرية التي لا تتوقف ، ليعمل هذا الكيان إلي جانب ماأنشأته الدولة من كيانات أخري مشابهه كالمجلس الأعلي للشباب ،والمجلس الأعلي للأرهاب وغيرها ، علي أن تكون أهم الأهداف المعلنه لهذا الكيان طرح موضوعات هامة وضرورية والتصدي لها ومناقشتها بكل أبعادها وإعادة صياغتها في وقت واحد وأماكن متفرقة وقطاعات عدة لتعم الفائدة ويشعر قطاع كبير من المواطنين بأهمية الموضوع ، كالتثقيف السياسي مثلاً من خلال تبني قضية آنية وقومية لكل فئات المجتمع باللغة التي تميز كل فئة عن غيرها ، فما يقال للعامل والحرفي قد يختلف عما يحب أن يسمعة طالب الجامعة ومايقع في دائرة إهتمام الفلاح البسيط والموظف المطحون غير مايهتم به التاجر وصاحب المصنع ، ولكن كيف يتم تكوين هذا الكيان التطوعي ؟؟ وماهي المواصفات المطلوبة لأعضائه ؟؟ وكيف تكتمل آلياته بشكل يتناسب مع الواقع ؟ وكيفية الإستفادة منه ؟التطور التكنولوجي
وكثير من التساؤلات التي تبحث عن إجابات عمليه …..هذا هو موضوع المقال القادم بإذن الله