وزير الأوقاف : لدينا مشروع فكري متكامل في قضايا تجديد الخطاب الديني
مختار جمعة خلال الندوة الثقافية لمناقشة كتاب : “الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” بالمجلس الأعلى للثقافة:
بمقر المجلس الأعلى للثقافة نظمت وزارة الثقافة ندوة ثقافية كبرى الخميس 25 /10/ 2019 م لمناقشة كتاب : “الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” إشراف وتقديم أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، بمشاركة كل من : أ.د/ مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية ، و أ.د/ هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة ، وأدار الندوة أ. د/ هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ، وبحضور أ . د/ إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية ، ولفيف من المفكرين والمثقفيين والإعلاميين والصحفيين.
وفي بداية كلمته قدم معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الشكر لوزيرة الثقافة على احتضانها الثقافي لهذا العمل ، ولكل المشاركين والحضور ، مؤكدًا أننا نبني مشروعًا فكريا متكاملا في قضايا تجديد الخطاب الديني يجنح للإطار الثقافي الذي يجمع ولا يفرق ، كما أن هذا الكتاب يأتي في سلسلة إصدارات بالتعاون مع وزارة الثقافة منها هذا الكتاب ، وكتاب حماية الكنائس في الإسلام ، وفقه الدولة وفقه الجماعة ، وبناء الشخصية الوطنية، مبينًا معاليه أن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف ، فهو آية من آيات الله وسننه الكونية ، حيث يقول سبحانه: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ” ، وأن من يحاول أن يحمل الناس حملا على دين واحد ، أو مذهب واحد ، أو لغة واحدة ، أو أيدلوجية واحدة فهو معاكس لسنة الله الكونية لأن الله يقول :” وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”.كما أكد معاليه أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر وترسيخ أسس التعايش السلمي ؛ هي أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاءً وازدهارًا في جميع المجالات ، وأن الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب والاقتتال الطائفي أو المذهبي أو العرقي دخلت في دوائر فوضى ودمار عصفت بكيانها وأصل وجودها ، وعلى أقل تقدير مزقت أوصالها وهزت كيانها ، ولو أن البشرية أنفقت على التنمية معشار ما تنفقه على الحروب لتغير حال البشرية وعمها الأمن والاستقرار ، فالتنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه . كما بين معاليه أن الحوار ضرورة لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب , حيث يقول الحق سبحانه : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ” ، وأنه يعمل على نشر وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين البشر , واعتماد لغة الحوار بديلا للصدام ، كما أنه يدعو إلى تحكيم لغة العقل وسعي جميع الأطراف إلى نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب ، موضحًا معاليه أنه ينبغي أن نؤصل للحوار داخل الأسرة والمدرسة والمؤسسات ، وأن يسمع بعضنا بعضًا لإعلاء القيم المشتركة , وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء في التعامل مع الآخر .وفي سياق متصل أشار معاليه إلى أن وزارة الأوقاف أخرجت وثيقة القاهرة للمواطنة ، والتي لاقت إجماعًا عالميًا ، وقد أكدنا فيها على احترام الإنسان لقوانين الدولة التي يعيش فيها ، سواء أكان يعيش في دولة مسلمة أو غير مسلمة ، مؤكدًا أنه يجب أن يفهم الغرب الإسلام ، وأن يفهم الإسلام مدنية الغرب ، فإنهما إذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن، وأمكن أن يعيشا معًا متعاونين ، يؤدي كل منهما نصيبه من خدمة الإنسانية ، كما ينبغي على العلماء المسلمين أن يبينوا مدَنية الغرب على حقيقتها ليحل التعارف محل التناكر ، ويحل السلام محل الخصام .وفي ختام كلمته أكد معاليه أنه ينبغي التركيز على الإفادة من النافع والمفيد ، وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التي لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا ، في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب ، من غير أن يحاول الغرب أن يفرض قيمه وأنماط حياته الخاصة على الشرق ، ولا أن يحاول الشرق حمل الغرب حملا على مفردات حضارته وثقافته وقيمه وتراثه ، بل على الجميع أن يُعلي من شأن القيم المشتركة، وما أجمعت عليه الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، فيبحث الجميع عن المتفق عليه ، ويعذُر بعضهم بعضًا في المختلف فيه .
عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة
مدير تحرير عقيدتي