بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 46 لإنتصارات اكتوبر المجيدة .
الرئيس عبدالفتاح السيسى يشهد وقائع الندوة التثقيفية الحادية والثلاثين تحت عنوان "اكتوبر : إرادة وتحدى"
كتبت حنان خيري
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائع الندوة التثقيفية الحادية والثلاثين التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تحت عنوان ” اكتوبر : إرادة وتحدى” بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية والتى قدمت نماذج لبعض الملاحم والبطولات التى حفلت بها معارك الإستنزاف ونصر أكتوبر المجيد والجهود الحالية فى القضاء على الإرهاب بشمال ووسط سيناء والتي تأتى تزامناً مع إحتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ 46 لإنتصارات أكتوبر المجيدة
بدأت وقائع الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ أحمد تميم المراغى .
الحقيقة والتحدى
وتضمنت الندوة فقره فيلمية بعنوان ” الحقيقة والتحدى ” من إنتاج إدارة الشئون المعنوية تناول التحديات التى واجهتها مصر عبر مختلف العصور ومنها أكبر التحديات وهو تحدى حرب يونيو 1967 وتحويلها إلى أكبر إنتصار عسكرى فى التاريخ الحديث بإرادة المصريين التى كانت السبب الرئيسى فى إنتصار أكتوبر العظيم ، كما تناول الفيلم التحدى الذى تقوم به مصر حالياً لإستعادة ريادتها ومكانتها المرموقة بالعمل والبناء والنجاح كما يعد الفيلم تعبيراً عن تواصل أجيال أكتوبر التى حملت رايات النصر إلى الأجيال التى تحمل على عاتقها بناء الوطن والدفاع عن أمنه وإستقراره .
الجهود الدبلوماسية فى مرحلة الإستنزاف وحرب أكتوبر
وألقى الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان ” الجهود الدبلوماسية فى مرحلة الإستنزاف وحرب أكتوبر تناولت مراحل إستجماع القوات المسلحة المصرية لعناصرها الأساسية فى أقصر وقت بعد حرب يونيو 1967 والقيام بعمليات عسكرية فدائية ، والمساندة الدبلوماسية العاجلة من الدول الشقيقة والصديقة ومداولات الوضع فى مجلس الأمن مؤكداً أن حرب الإستنزاف هى حرب فريدة فى تاريخنا كما أشار إلى الجهود المترامية التى إتخذتها القيادة السياسية فى ذلك الوقت للوصول إلى حل الأزمات من خلال القنوات الدبلوماسية والتى أدت مهامها على أكمل وجه ، بالإضافة إلى جهود القوات المسلحة بقيادة الفريق أول محمد فوزى فى إعادة بناء الجيش عقب النكسة ، كما ألقى الدكتور مصطفى الفقى الضوء على أهمية عبور أكتوبر العظيم من التمهيد له إلى نتائجه وقرار الرئيس السادات للاتجاه نحو الحل العسكرى وتحقيق الإنتصار رغم محاولات الإحباط وزرع اليأس ولكن تضافر الجهود العسكرية والدبلوماسية كان أقوى من كل العقبات .
ذكريات إنتصارات أكتوبر العظيمة
كما ألقى الفريق عبدرب النبى حافظ رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق محاضرة عن نصر أكتوبر تحدث خلالها عن البطولات والتضحيات التى قدمها أبطال القوات المسلحة لكى تستعيد الأمة العربية عزتها وكرامتها بدءاً من حرب الإستنزاف والضربة الجوية الأولى إلى العبور وإقتحام خط بارليف وإنهيار تحصينات العدو الإسرائيلى وتكبده خسائر فادحة فى المعدات والأفراد مما أدى الى فقدانه توازنه التام وعدم القدرة على العودة إلى مسرح العمليات العسكرية ، مؤكداً أننا نخوض حالياً معارك أكثر ضراوه لبناء الوطن والحفاظ على إستقرارة تتطلب منا جميعاً إستثمار روح أكتوبر لتحقيق التنمية وإعادة بناء الإنسان ، حيث بدأ بسرد بعض البطولات قائلا ” إنه لشرف عظيم أفخر وأعتز به كونى هنا معكم لكى أقدم فى إيجاز لذكريات ووقائع تاريخية دامت لسنوات طويلة شملت ضمنًا مراحل الصراع العربى الإسرائيلى وإذا كان لى شرف تقلد العديد من المناصب فى القوات المسلحة إلا أننى أخص بالذكر شرف قيادتى للفرقة (16 المشاه ) التى كانت إحدى الفرق الخمسة العظام الذين كان لرجالها الأبطال السبق فى خوض عشرات المعارك خلال حربى الإستنزاف وحرب أكتوبر 73 مشاركين فى تحرير الأرض وتحقيق النصر وإننى عندما أذكر جند مصر يحضرنى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام فى حديثه الشريف بأنهم خير أجناد الأرض فهو قول رسول كريم لا ينطق عن الهوى فعظمة مصر وحضارتها نبعت من قدرة شعبها وجيشها على الإنطلاق عقب كل إنتكاسة وكان شعارنا أثناء التخطيط والإعداد للحرب يتلخص فى عبارة واحدة وهى النصر كخيار وحيد النابع من ثقتنا فى قدرة هذا الجيش وققد تتطلب ذلك تخطيط مصرى صميم وتدريب شاق إلى جانب إستخدام أساليب غير مسبوقة للتغلب على الكثير من الصعوبات والمشكلات .
أوقد ادى ذلك إلى هزيمة النظام الدفاعى المعادى الخصيم المنتشر على طول الضفة الشرقية لقناة السويس بمواجهة (175) كم وتدمير إحتياطيات المدرعة القوية والإستيلاء على خط بعمق (15) كم شرقا كمهمة أساسية للمرحلة الإفتتاحية للحرب وقد خاضت قوات الفرقة خلالها العديد من المعارك ابرزها معركة الدبابات يومى 16-17 اكتوبر ، فعندما خلصت النوايا وتوحدت الأهداف فى حب مصر وإستُحضرت عظمتها وتاريخ جيشها عبر العصور تحقق النصر الذى عبر بمصر وبالأمة العربية كلها إلى آفاق جديدة ورفع عن كاهلها ذكريات حزينة مؤلمة ولسوف يبقى نصر أكتوبر العظيم على مر الزمن صفحة مضيئة فى تاريخ مصر والأمة العربية وفى ضميرنا شعاع ضوء أعاد لنا الثقة فى قدرتنا كما سيظل حدثًا عظيمًا وصورة غالية وصحوة أمة ، ووجة كلمة أخيرة حبًا وولاءً لمصر وجيشها العظيم قائلا إن ما يتم اليوم على أرض مصر من نهضة أمنية ونهضة تنموية واعدة هو فى واقع الأمر محصلة القدرات التى واجه بها جيش مصر التحديات والتهديدات التى طالما تعرض لها الوطن فجيش مصر هو الذى اقسم رجاله ألا يألوا جهدًا فى سبيل تحقيق النصر لتبقى راية مصر عالية خفاقة على الدوام .
حروب الجيل الرابع والخامس
والقى الدكتور محمد الجندى نائب مدير مركز بحوث القانون والتكنولوجيا بالجامعة البريطانية محاضرة بعنوان ” الغزو عن بعد ” تحدث خلالها عن حروب الجيل الرابع والخامس ، وأحدث الأساليب التكنولوجية الحديثة الذى يتم من خلالها صنع الشائعات والأفكار الهدامة ، حيث اضاف ” اننا اليوم وفي هذا القرن المربك نتعرض لنوع جديد من الغزو ، غزو يمتد من تطور أدوات العولمة ، أنه الغزو عن بعد .
لقد كان للتحول الجيوسياسي بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي أثراً بالغاً في شكل الصراعات والحروب ، فقد تحول العالم من ثنائي الاقطاب إلى احادي القطب مع هيمنة الولايات المتحدة ومع ظهور اقطاب اخرى بدأت بعض الدول تستغل هذا التغير في زعزعة الامن القومي لدول اخرى ، هذا التحول الجيوسياسى أدى إلى تطور انواع الصراع من استخدام للجماعات المسلحة والإرهابيين إلى استهداف عمق المجتمعات والبحث عن نقاط ضعف في دول راسخة ، لاستهدافها من الداخل وهو مايعرف بحروب الجيل الرابع ، لكن تطور أدوات العولمة وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدى إلى انحسار مركزية الدولة ومهد الطريق إلى سيطرة مؤسسات تقنية على السياسة والإقتصاد العالمي ، وقد ساهم هذا التسارع في تطور الادوات إلى ظهور مخاطر جديدة اطلق عليها “حروب الجيل الخامس” واطلق عليها آخرون ” الصراعات الهجينة ” وهي ببساطة إستغلال نقاط الضعف التي تهدد المرتكزات الاساسية للدولة لإحداث تأثيرات عميقة من الناحية السياسية والعسكرية والإقتصادية والاجتماعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات ، لقد اصبحت تكنولوجيا المعلومات تلعب دورا فعالاً في التأثير على الدولة خصوصاً مع توغل البنية التحتية المعلوماتية في أبعاد الأمن القومي .
حيث تشير الاحصائيات العالمية بان 44% من الشباب يفحصون هواتفهم فور إستيقاظهم من النوم و 67% منهم يتفقدون هواتفهم كل خمس عشر دقيقة كما ان 50 % منهم يشعرون بالقلق اذا لم يتفقدوا هواتفهم كما تشير ايضا الدراسات ان 68% من الناس يشعرون بان هواتفهم تهتز او تصدر رنينا في جيوبهم لكن الحقيقة أنه احساس كاذب يعرف بمتلازمة الاهتزاز الكاذب لأن عقولنا ارتبطت بهذه الاجهزة ، وبما ان المعلومات هي بترول القرن فأصبحت التكنولوجيا تراقب تحركاتنا عبر الاجهزة الذكية ومواقع الإنترنت ، فكل موقع تزوره على الإنترنت يقوم بجمع بياناتك وتحركاتك حتى في مواقع اخرى ، هذه المعلومات يتم تحليلها وبيعها لسماسرة المعلومات حول العالم سواء كانوا معلنين ام اجهزة استخباراتية ، البعض يعتقد انه في امان لانه لم يكتب اي شيء على مواقع التواصل الإجتماعي ، لكن الحقيقة خلاف ذلك ، فباستخدامك فقط للرموز التعبيرية يمكن لهذا البرنامج الموجود على الشاشة تحليل حالتك النفسية والسلوكية عن طريق تتبع كل من يستخدم هذا الرمز التعبيري ، هذه الاجهزة التقنية الصغيرة من الذكاء بحيث انه يمكنها تتبع تحركاتك حتى لو اغلقت خدمات تحديد المواقع في كل هاتف محمول يوجد ملف مخفي يسجل كل ابراج شبكات المحمول التي يتصل بها هاتفك ومن هذه الابرامج يمكن تحديد خط سيرك دون تفعيل خدمات تحديد المواقع ، بل الادهى من ذلك ان معلومات هذه الابراج متاحة كمصدر مفتوح على الإنترنت وتستخدم لكشف غموض الجرائم والقبض على المجرمين، إلا انها تستخدم ضدنا ايضا من قبل مطوري البرامج ، تطورت ايضا مواقع التواصل الإجتماعي لتقرأ افكارك وتوجهك إلى مواقع وافكار طبقا لميولك واستخدمت مواقع التواصل الإجتماعي في البروباجندا ونشر الاخبار المفبركة و هناك العديد من الادوات التقنية التي تعمل تلقائيا على هذه المواقع لعمل حسابات وهمية ويمكنها التفاعل مع المستخدم والتعليق على المنشورات ونشر واشهار الهاشتاجز ، أحد الامثلة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام وهدم الدول هو ما حدث في سوريا ، كانت هذه الدولة مستقرة سياسيا واقتصاديا ، لكن مع ظهور بعض الاحداث التي بدت في بدايتها بسيطة في احدى المدن السورية. ظهرت دعوات للتظاهر على مواقع التواصل الإجتماعي فاستغلها الارهابيون وصنعوا الكثير من الهاشتاجز التي تحض على العنف وخلق حالة من الفوضى والإرهاب والقتل والدمار إلى أن تمكن الإرهاب من الدولة وتحولت إلى ركام واصبح مصيرها في ايدي دول اخرى ، مشيرا الى انتشار بعض الهاشتاجز مؤخرا لتضليل الرأي العام في مصر لخلق مناخ معادي للدولة وبتحليله بإستخدام ادوات خاصة تبين أن نسبة 17 % منه منشورات اساسية خرجت من حسابات لافراد محسوبين على تيارات معادية للدولة، لكن الاهم ان نسبة 81% من هذه المنشورات هي عملية اعادة نشر عن طريق حسابات مزيفة لاشهار الهاشتاج .
مضيفاً ان تكنولوجيا التحكم في وسائل التواصل الإجتماعي سوق كبير يدر ملايين الدولارات ويمكن لاي شخص او جهة شراء ملايين المتابعين او زيادة عدد الاعجابات لتضليل الرأي العام حيث ان هذه التقنيات متاحة لمن يدفع مؤكدا ان تطور التكنولوجيا سوف يسبب تحديا كبيرا على مستوى الأمن القومي ،ولايمكننا هزيمة التكنولوجيا بدون معرفة كيفية استخدام التكنولوجيا ، عن طريق تأهيل الكوادر تأهيلا احترافيا كما نحتاج إلى تطوير انظمة خاصة بجمع المعلومات من المصادر المفتوحة وعلى رأسها الإنترنت. و تشجيع البحث العلمي في هذا المجال ، ومن اهم سبل المواجهة ايضا هي اشراك المجتمع بما ان هذا النوع من الحروب يستهدف المجتمع بالاساس ، وهناك العديد من الدول التي لديها تجارب جيدة في مكافحة هذه المخاطر عن طريق برامج خاصة بالثقافة المعلوماتية والإعلامية في المناهج التعليمية المختلفة ، خصوصا للأطفال لأنهم سيكونون قادة المستقبل ، فنحن بحاجة إلى تأهيل جيل يتسلم راية هذا الوطن في خضم هذا التغير المربك في القرن الحادي والعشرين. آملين ان نستخدم التكنولوجيا في رفعة هذا الوطن .
تضحيات أبطال مكافحة الإرهاب
وشهدت الندوة تقديم لمسة وفاء لمصابى الوطن من أبطال عمليات مكافحة الارهاب حيث تحدث الجندى مقاتل بطل أحمد فوزى حسن المصاب ببتر فى ساقيه خلال الحرب على الإرهاب بشمال سيناء بكلمات صادقة مست أوتار القلوب أشار فيها إلى حجم التضحيات والبطولات التى يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة لتطهير سيناء من براثن الإرهاب الأسود موجهاً التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداء لمصر وشعبها العظيم
فيلم ” الممر “
وتضمنت الندوة عرض نبذة عن فيلم ” الممر ” الذى تم عرضه مؤخراً ولاقى إعجاب جموع الشعب المصرى والذى تم إنتاجه بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية وذلك بحضور عدد من النجوم المشاركين بالفيلم ، الذين إستعرضوا كيفية إنتاج العمل والدور الذى قام به صناع الفيلم مستشهدين بالروح الوطنية التى لازمتهم حتى يتم إخراج هذا العمل بالمظهر المشرف والذى تضمن لمحات لمعارك الإستنزاف التى سبقت إنتصار أكتوبر العظيم ، مستخدماً فيه أحدث التقنيات ووسائل الإخراج السينمائية العالمية .
الفقرة الفنية
كما شهدت الندوة فقرة فنية بمشاركة كورال الأطفال بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية ووزارة الشباب والرياضة الذي أشدي عدد من المقطوعات الوطنية التى الهبت حماس الحضور واستعادت ذكريات النصر ، كما قدم المطربين حكيم وهلا رشدى وعمر عبد اللات ومروة ناجى مجموعه من الأغانى الوطنية الجديدة التى جسدت أصالة وملامح الشعب المصرى وتضحياته على مر التاريخ .
وقام الرئيس السيسى بتكريم الجندى المقاتل احمد فوزى احد مصابى العمليات العسكرية بشمال سيناء والفريق عبدرب النبى حافظ تقديرا لجهودهما فى الدفاع عن امن مصر واستقرارها .
حضر الندوة المشير حسين طنطاوى والمستشار عدلى منصور والمهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور احمد الطيب شيخ الازهر والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار قادة وضباط القوات المسلحة والشرطة وعدد من كبار رجال الدولة والكتاب والمفكربن ورموز الصحافة والإعلام والرياضة والفن وعدد من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية وطلبه الجامعات وعدد من شيوخ وعواقل شمال وجنوب سيناء .