كسر القلوب
بقلم..حنان خيرى
دائما نسمع عبارة متكررة” فلان كسر قلب فلان”وتمر ببساطة دون التوقف أمامها او البحث عن النتائج المترتبة على معنى كسر القلب وما هى الأسباب التى تؤدى لكسر القلب !!
لذلك كان لابد من الاستماع إلى تفسير الدكتور مجدى يعقوب وهو يتحدث عن حالة تحدث للناس بسبب الحزن القاتل ..اسمها “broken heart syndrome“متلازمة للقلب المكسور” الجريح “وهذا يتسبب فى ضعف شديد لعضلة القلب وممكن يحدث للإنسان مضاعفات شديدة قد تؤدى به إلى الموت نتيجة لإصابة القلب فى حالة إنفعال الشخص وغضبه وحزنه من موقف تعرض له فيشعر بآلام نفسية تجرح القلب وتكسره!!
لذلك ممكن كلمة جارحة لا تقدر تأثيرها تتسبب فى مرض أحد فعليا فالكلمة مثل الرصاصة..وعلينا أن نعلم جيدا ونكون على يقين بأن الكلمة التى نقولها تسبب كارثة وأيضا تصرفاتنا القاسية مع بعض لها نفس الخطورة ولذلك لا نستهون بكسر القلوب ..ونقول ” محدش بيموت من الزعل”بالتأكيد خطألأن فى ناس بتموت فعلا من الزعل ..بتموت من القهر والظلم ..بتموت من عدم التقدير .. فالساكته القلبية والجلطة وضعف عضلة القلب كلها تؤدي إلى مفارقة الحياة !!ومن هنا لابد أن نحترم الخصومة ولا نقسوا فى خلافاتنا وتكون أفضل فى تعاملاتنا بأسلوب إنسانى مهذب بعيدا كل البعد عن التخوين والتشكيك وسياسة فرق تسد لصالحك..فى هذه الحالة تظلم وتتسبب فى كسر قلب ليمرض او يفارق الحياة ..! فلابد من الشفافية ولانقسوا
على أحد لان ربنا رحيم لا يحب القسوة ولابد أن ندعو جميعا ..ربنا يجبر منكسرى القلوب ويداوى كسرهم .
فعلا فالقلب لما يحزن ويبكى يؤدى إلى ضمور عضلة القلب ويتسبب فى كسر القلب ..فأكم من ناس مانت من كسر نفسها وقلبها.
اخيرا… أقول “كلمة واحدة تبعث بشراع من الحزن دهرا كاملا ..فعندما نتأمل ماذا تفعل الكلمة فى النفس عندما تقتحمها كالرصاصة الطائشة التى تصيب وتدمر وتجرح وتؤدى إلى النزيف الذى لا يتوقف داخل القلب فتكون النتيجة سلبية تدمر الإنسان وتفقده من أطلق عليه هذه العبارة القاتلة التى تصيبه بجرح عميق يتسبب فى مرض يصعب علاجه .
الخلاصة..لا يمكن للإنسان الذى أحب واخلص بحنان وكانت العلاقة بينه وبين من حوله لا تعرف الا الصدق والوفاء والعطاء يتسبب فى جرح وكسر قلب احد ..فمن عرف معنى الشفافية والوضوح والحوار الدائم لا يستطيع أن يلمس نفسه الكتمان والتعتيم تحت اسم العقل والتعقل والثبات ..لان المعاملات والعلاقات الطيبة تعيش وتنشأ وتصح فى عباءة الإنسانية وتحميها مظلة النور والمصارحة والمصالحة النفسية ومن هنا تضئ القلوب وتقوى بحسن النوايا والأمن والأمان فى ثوب الحياة الأبيض الغير ملوث بالشر والألم والتخوين ..وندعو الله سبحانه وتعالى ان يغسل القلوب ويطهر النفوس و ينير شموع العقول المظلمة .